Monday 5 August 2013

انا البلطجى... وافتخر!



  • كلمة اصبحنا معتادين على سماعها . بلطجية مثل كلمات اخرى كمأجورين ومندسين وطرف ثالث وفلول الخ الخ. لكن يعنينى هنا الصفة الاولى المسماه بالبلطجة. والتى يحصل صاحبها على لقب بلطجى وحينها يصبح حلال الدم ومستباح العرض والمال وربما ايضا يصبح كافر خارج من الملة. الكل يتبرأ منك عزيزى البلطجى. لاتتعجب لانى اناديك بعزيزى . ولا تنبهر اذا ما ناديتك با اخى وحبيبى. فهى الحقيقة . هى الحقيقة التى وجدتها عندما قمت بالتفتيش فى اعماق قلبى وذهنى وعقلى. اخى البلطجى . اخى فى الانسانية الذى لولا الحظ والظروف وامور من اتفه التفاهات, كان من الممكن ان تتبدل مواقعنا فا اكون انا البلطجى المجرم رب السوابق وانت الطبيب اللطيف الطيب ابن الناس. لست افضل منك لا انا ولا غيرى ولا حتى من يجلس فى قصر الاتحادية الذى الى جانب تجاهله التام لك .هو لا يهتم ولا يستطيع ان يتفهم انك انسان لك حقوق ولك حرمة ولك كل ماله حتى لو كنت من يسموه بالبلطجى.
    سامحنى اخى العزيز. او بصراحة ارى انه من المبالغة ان اطلب منك العفو, فأنا لو كنت قد ذقت ما اذاقك الزمان اياه لما سامحتك ولا كنت سأسامح احد ولكنت قد اعلنت الحرب على هذا المجتمع الشرير الانانى. وكنت ان استطعت ووجدت المقدرة سأصر اليوم على ان اكون بلطجى واستمتع وانا اعبر عن غضبى بما تسمونه بلطجه.
    ماذا تريدون من طفل لم يحصل حنان واحتواء وحماية أب وام واسرة واخوة وبيت واصدقاء . ماذا نتوقع منه وقد جاء الى الحياة وجد نفسه لايحظى با اى شىء ولم يحصل على اى حد ادنى من اى شىء
    انسان تقهره الحياه, وبعدما تركنا الحياة تقهرك واخذنا نعيش سنة وراء سنة وجيل وراء جيل, وكنا ان اردنا ان نشعر انفسنا باننا انسان واننا رحماء واننا ذوى دين نرمى لك بالفتات. ونقدمه لك وكأنه منحة او صدقة رغم انه حق اصيل لك يا اخى العزيز. نعم حق تفرضه أشياء كثيرة ولن اتطرق للفلسفات الدينية والغيبية فحتى اكثر الفلسفات المادية والانسانية البحتة تقر هذا الحق
  • انا البلطجى نعم القى بالحجارة على المبنى الذى يمثل المدينة. ويجلس فيه صانعوا القرار الذين تم وضعهم هنا لكى يمنحونى اى شىء من حقوقى فانتطرت ولما طلبت, بل مجرد تساءلت, وجدتهم اساسا لم يضعونى فى الحسبان ووجدت انهم منشغلين بامور اخرى تماما ووجدت نفسى بالنسبة لهم البلطجى المجرم الذى يجب ان نرسل له العساكر فيقبضوا عليه ويلقوا به فى اقرب سجن ولو مات يكون قد اراح وارتاح . وجدتهم لايبالون. ولايعرفون اساسا من انا ولماذا انا هنا .

  • لم احصل على اى حق من حقوقى منذ خرجت من رحم امى التى هى اصلا لم تحصل على شىء... وربما تكون حزينة وهى تلدنى خائفة على مستقبلى تتساءل ياترى الى اين ستأخذك الحياة . نعم ربما يكون هذا لسان حالها فى الوقت الذى من الطبيعى ان يكون هذا يوم كيوم العرس او الزفاف الكل حولك يحتفى بك ويبارك لك. لم احصل على حنان ام او اب . لكننى اثق ان هذا ليس ذنب ابى وامى لانهما ايضا كانت لهم تفاصيل وظروف ربما اكثر سوء . لانهم اساسا لم يجربوا او يذوقوا الحنان والحب والاحتواء لهذا فهم لايعرفوه فكيف اتوقع ان يقدموه لى! لم احصل على اى تقدير من المجتمع المحيط. اقصى شىء احصل علية هو نظرات العطف, وهذا ان كان من ينظر صاحب نفس رقيقة وانما فى الطبيعى لا ارى الا نظرات التعالى والغرور والاحتقار . يتعامل معى من حصلوا على القاب من عينة "باشا وبيك" على اننى فى درجة اسفل منهم فى سلم الكائنات الحية .
    كيف تريدنى ان اطرق عليك بابك يامن يجلس فى مبنى المحافظة ؟ لماذا اراك غاضب ومتعجب ؟ اياك واياكم ان تنكروا على استخدامى للحجارة وكرات اللهب والعنف..... والبلطجة . انتم من صنعتم منى بامتياز افضل نموذج ليكون عليه البلطجى . واى شخص فيكم انتم وابناؤكم وعشائركم لو كان مكانى لكان من الممكن ان يكون كائن ابشع واكثر بلطجة واجرام بكثير.

  • لاتلمنى ان كنت اليوم او غدا او بالامس قد قررت الصراخ معترضا بوسائلى الخاصة كما تعترض انت بوسائلك الخاصة . اذهب للجحيم. نعم انا بلطجى وافتخر . انا الثورة يامن تظن الثورة اغنية او رقصة او قصة او كلمتين فى برنامج. وانا احق الناس بالثورة . وانا الذى اعرف بالظبط ما الذى يصنع الثورة اما انتم مهما حاولتم ومهما درستم وبحثتم لن تعرفوا وسيظل ظهورنا لكم المفاجىء بالبلطجة المعتادة التى تصمونا بها سيظل ظهورا مفاجىء ومحير وغير مفهوم وستظلوا مترددين تحاولون فهم متى واين بالتحديد وكيف ولماذا. نحن الحقيقة ونحن التجسيد الواقعى والحقيقى للمعاناه الانسانية فى اصعب صورها. انا البلطجى... ولا اشعر بالعار... وسأظل البلطجى حتى ارى عدالة اجتماعية حقيقية تضمن لى ابسط حقوقى كمواطن...

No comments:

Post a Comment